التخطي إلى المحتوى

“ليبانون ديبايت” – فادي عيد

تبدي جهات سياسية على دراية تامة بما يحصل في مخيم عين الحلوة، بما معناه أن هذا المخيم قد يكون معبراً لانتخاب رئيس الجمهورية العتيد، على الرغم من النفي المستمر من قبل بعض الجهات الفلسطينية، في حين كان اللافت ما تطرّق إليه قائد الجيش العماد جوزيف عون أمام وفد نيابي زاره على خلفية استدعاء بعض شباب بلدة الكحالة للتحقيق معهم، وذلك عندما تحدث عن شجبه لأي إراقة دماء كي يحصل الإستحقاق الرئاسي، ورأى البعض، وفي قراءة لكلام العماد عون عندما أثير موضوع الرئاسة، بأن المعركة بدأت فعلياً وقائد الجيش مرشح قوي، ولكنه لن يثير هذا الموضوع، بل سيواكب ويتابع مسألة حفظ الأمن على اعتباره على رأس المؤسسة العسكرية.

وينقل وفق معلومات موثوقة، بأن الموفد القطري محمد ناصر الخليفي سيعود إلى الواجهة بعد قضاء إجازة الصيف، للتحرك باتجاه إيران وإقناعها بتسهيل انتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية، وحيث يحظى في هذا الإطار بدعم من القاهرة، وهناك تحرك مصري بعيداً عن الأضواء، ولا سيما من القائم بالأعمال الجديد والذي يشار إليه بأنه من الذين يلعبون أدواراً مفصلية في الإستحقاقات الكبيرة عبر خلفيته المخابراتية.

لذلك، تابعت المعلومات، أنه ومنذ أحداث الكحالة وحتى اليوم يبرز إسم قائد الجيش في الواجهة، وإن كان وصوله غير محسوم كما أي مرشح آخر، ولكن بعض المتابعين والذين يعملون على الخط الرئاسي، يؤكدون بأن إعادة خلط الأوراق الرئاسية بعد أحداث الكحالة برز إلى الواجهة بشكل لافت، والأيام القادمة ستؤكد على هذا الأمر، إضافة إلى أن عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان والتي لم يُحسم توقيتها بعد.

لن تقتصر على عقد جلسة “طاولة عمل”، ولكن يشير من يواكب عمل “اللقاء الخماسي”، ومن هو على تواصل بالفرنسيين، إلى أن لودريان سيطرح إسمين وربما أكثر للرئاسة خلال لقائه الكتل النيابية، ومن ضمنها إسم قائد الجيش، وكل ذلك مؤشِّر إلى تطورات ما، وسط استمرار الحديث بأن الرئيس العتيد سيأتي “على الحامي”، ولهذا الإصرار على وصول العماد عون الذي لن يحبِّذ ما يُطرَح في هذا الإطار، وهو ما يؤكده أمام زواره، وإنما وبعيداً عن الزهد بالرئاسة أو عدم الغوض بالإستحقاق.

فإن المعركة الرئاسية ستأتي على خلفية تطورات ما، وحتى إن لم يكن هناك حدث أمني فإن لودريان سيضع الأمور في نصابها، بمعنى إما رئيس قبل انتهاء مهمته، وإلا فإن لبنان قادم على تطورات دراماتيكية وخطيرة جداً، ولا يمكنه تحمّلها، ولذلك، هناك اتصالات من ممثلي الدول الخمس في الأيام القادمة قبل العودة المرتقبة للودريان إلى بيروت.