التخطي إلى المحتوى

قال شون كونري ذات مرة عندما أعلن استقالته من “هوليوود” “لقد سئمت من الحمقى… وتلك الفجوة الآخذة في الاتساع بين الأشخاص الذين يعرفون كيف يصنعون الأفلام وأولئك الذين يوافقون على صناعتها”.  قال كلامه هذا عام 2005، بعد عامين من صدور ما تبين أنه فيلمه الأخير: “تحالف الخارقين” The League of Extraordinary Gentlemen، المقتبس من قصص مصورة والمنحوس لدرجة أن الفيضانات التاريخية التي عرقلت إنتاجه ربما كانت طريقة الطبيعة لإخبار جميع الذين لهم علاقة بالعمل أن المشكلات كانت في الأفق.

لقد مر 20 عاماً منذ أن تشكل التحالف الشبيه بما يحدث في قصص “المنتقمون” Avengers، أو على الأقل كانت هذه هي الفكرة من العمل. تدور أحداث الفيلم المستند إلى سلسلة القصص المصورة التي تحمل العنوان نفسه للكاتب آلان مور والفنان كيفن أونيل، حول قصة تقليدية لاتحاد فريق من الأبطال الخارقين. لكن بدلاً من الأبطال الخارقين، يتكون “التحالف” من مجموعة من الشخصيات الأدبية من العصر الفيكتوري الذين يتحدون معاً جميعاً لإنقاذ العالم. تماماً مثل “المنتقمون”، كان الفيلم أيضاً محاولة لبدء سلسلة [اسم تجاري] سينمائية ضخمة. لكن بسبب رحلته المضطربة إلى الشاشات والانتقادات التي واجهها من جميع النواحي، لم يتحقق هذا الطموح مطلقاً.

في “تحالف الخارقين” يلعب كونري دور زعيم التحالف آلان كاترمين، المغامر الاستعماري من رواية “كنوز الملك سليمان” للكاتب هنري هاغارد. نراه في المواجهة النهائية للفيلم يقاتل حتى الموت مع البروفيسور موريارتي (يؤديه ريتشارد روكسبيرغ)، العدو اللدود لشخصية شارلوك هولمز في روايات آرثر كونان دويل. لكن المعركة الحقيقية كانت تحدث في الكواليس، بين كونري والمخرج ستيفن نورنغتون (الذي أخرج قبل ذلك فيلم “بلايد” Blade الذي قوبل باستحسان). كما ورد في زيارة أجرتها مجلة “إنترتينمنت ويكلي” Entertainment Weekly لموقع التصوير، وصل التوتر بين النجم والمخرج حد العراك بالأيدي تقريباً بعدما قام نورينغتون بإيقاف الإنتاج ليوم كامل لأنه لم يحب دعامة بندقية صيد. كان كونري البالغ من العمر 72 سنة – الذي كان نجماً موقراً منذ فترة طويلة ولم يرغب في الانتظار – “غاضباً” وهدد بإقالة المخرج. تحدى نورنغتون كونري صارخاً: “لقد سئمت من الوضع! هيا، أريدك أن تلكمني في وجهي!”

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كلمات جريئة بالطبع، فهذا كان شون كونري العميل السري 007 نفسه. الرجل الذي فر من سجن ألكتراز (ثم عاد إليه مرة أخرى) في فيلم “الصخرة” The Rock الذي ألقى القبض على زعيم المافيا في شيكاغو، آل كابوني، في فيلم “الممنوع لمسهم” The Untouchables، والذي سرق أفضل غواصة نووية سوفياتية في “صيد أكتوبر الأحمر” The Hunt for Red October والرجل الذي كان يسميه شريكه في بطولة “التحالف”، جيسون فليمينغ، دائماً بـ “شون الكبير”. وكما قال صديق لـ كونري لم يذكر اسمه لصحيفة “نيويورك ديلي نيوز”، “لو وصل الأمر حد العراك، هل تعتقد أن نورنغتون سيكون على قيد الحياة؟”

يلخص فليمنغ الذي لعب دوري الدكتور جيكل والسيد هايد في “تحالف الخارقين” الخلاف بين كونري ونورينغتون بدقة أكثر ويقول ضاحكاً: “لم تكن العلاقة بين شون الكبير والمشرف على العمل طيبة”.

ومع أن التوترات كانت شديدة، إلا أن الممثل ستيوارت تاونسند – لعب دور دوريان غراي الرجل الأفضل والأكثر ذكاء في التحالف – لم ير أياً من المشاحنات التي تحدثت عنها التقارير الصحافية كثيراً. قال لي: “طوال فترة وجودي في موقع التصوير، كان الجميع يقضون وقتاً رائعاً… بمجرد أن أغادر موقع التصوير أو قبل وصولي إليه، تحدث مشاجرة ضخمة”.

ونشرت قصة “تحالف الخارقين” المصورة الأصلية لأول مرة عام 1999. سمع المنتج السينمائي دون ميرفي عنها أثناء اتصال هاتفي مع آلان مور نفسه. في ذلك الوقت، كان ميرفي يجهز معالجة سينمائية لعمل آخر من تأليف مور وتحديداً روايته التصويرية التي تتناول قصة جاك السفاح “من الجحيم” والتي ستتحول في النهاية إلى فيلم من بطولة النجمين جوني ديب وهيذر غراهام.

ويعرف عن مور الذي كتب أيضاً فيلمي “المراقبون” Watchmen البارز و” ثاء رمزاً للثأر”V for Vendetta أنه مزاجي جداً في تعامله مع المعالجات الدرامية لقصصه المصورة (قال لمجلة جي كيو GQ العام الماضي “سأكون آخر شخص يرغب في مشاهدة أي معالجات لكتاباتي…  من خلال ما سمعته عنها، سيكون الأمر بمثابة عقاب شديد”). ومع ذلك، أخذ ميرفي الفكرة إلى شركة “توينتي سينشري فوكس” للإنتاج، إذ أحب رئيسها الفكرة. قال ميرفي في وثائقي عن صناعة الفيلم “لقد أصبح ذلك النوع من المشاريع الذي كنت تعلم دائماً أنه سينفذ لأن الفكرة كانت مجنونة ولكنها فكرة أصلية جيدة”.

مثل أعمال مور الأخرى، هناك جو من العجرفة العالية يسود القصة المصورة الأصلية. وعلى رغم أنها رائعة بالطبع، فهي غنية بتعليقات على الاستعمار والمطالبات بحق الاقتراع والأسلحة على مستوى صناعي والفساد في القرن التاسع عشر. إلا أن النسخة السينمائية التي عمل على صياغتها كاتب القصص المصورة البريطاني جيمس روبنسون، تم تبسيطها حتماً وتحويلها إلى قصة يمكن التنبؤ بها عن تشكيل مجموعة. إنها الفترة التي كانت فيه الأفلام المعتمدة على الرسوم المنشأة حاسوبياً موازية بجودتها للمؤثرات الحاسوبية الجديدة المستخدمة فيها. وكان كثير منها متوسط الجودة في أواخر التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن العشرين: منها على سبيل المثال لا الحصر سلسلة أفلام “المومياء” Mummy، “وايلد وايلد ويست” Wild Wild West ، و”بيرل هاربور” Pearl Harbor، و”رجال في بزة سوداء 2″ Men in Black II والأجزاء البريكويل [فيلم أو مسلسل جديد يتناول أحداثاً سبقت الجزء السابق له] من سلسلة “حرب النجوم” Star Wars .

في “تحالف الخارقين” يجب أن تمنع المجموعة موريارتي (الذي يتنكر بنسخة ما بعد حداثوية متحايلة من شخصية “إم” M) من إشعال حرب عالمية. يقول محذراً “سيكون هناك آخرون مثلي!” واصفاً نفسه بقائد العصابة الحقيقي هتلر. يتكون تحالف الفيلم من آلان كاترمين (كونري)، والعروس التي سيتخذها دراكولا، مينا هاركر (بيتا ويلسون)، والرجل المنقسم إلى شخصيتين جيكيل وهايد (يؤديهما فليمينغ)، والرجل الماكر اللندني “ذي إنفيزيبل مان” أي الرجل الخفي (توني كوران)، ودوريان غراي (ستيورات تاونسند) قلب أوسكار وايلد الخالد، وقائد الغواصة الأسطوري الكابتن نيمو (نصر الدين شاه) من رواية “عشرون ألف فرسخ تحت الماء” لـجول فيرن.

لم تتمكن “فوكس” من تأمين حقوق الملكية الفكرية لجميع الشخصيات في القصص المصورة وتحويلها إلى سينما. جرى التخلي عن شخصية “فو مانتشو” بينما أصبح “ذي إنفيزيبل مان” (الرجل الخفي) رجلاً غير مرئي عادياً من دون أي ميزات وليس ذلك الشخص المميز في كتاب هيربرت جورج ويلز. لإرضاء رواد السينما الأميركيين، أضيف البطل الأدبي الكلاسيكي توم سوير (أداه شين ويست) أيضاً إلى القائمة. كان هناك شيء من التذمر حينها، انزعاج بريطاني غريب على وجه الخصوص: تقوم شركات الإنتاج بتغيير الأشياء لإرضاء الجمهور الأميركي (خذوا مثلاً أيضاً “هاري بوتر وحجر الفيلسوف” الذي أصبح “حجر الساحر” أو تدخل الأميركيين في فيلم “الهروب الكبير” The Great Escape).

لم يكن كونري مهتماً على ما يبدو في الانضمام إلى التحالف حتى عند الترويج له. اعترف في وثائقي عن صناعة الفيلم: “في البداية لم أنجذب إلى الفيلم… اعتقدت أنه عبثي جداً”. بالنسبة إلى كونري، كان الأمر يشبه إلى حد كبير أفلام “سيد الخواتم” Lord of the Rings و”ماتريكس” Matrix (المصفوفة) المثقلة بالمؤثرات البصرية، وقد عرضت عليه المشاركة في كليهما ورفض حيث لم يفهم أياً منهما.

وربما كان “سيد الخواتم” بالفعل عاملاً في قبول كونري المشاركة في “تحالف الخارقين”. عندما طُلب منه لعب دور الساحر “غاندالف” مقابل حصة من أرباح الفيلم، فوت فرصة الحصول على 350 مليون دولار في موقف يدعو إلى الحسرة. لكن كونري لم يفوت الفرصة هذه المرة، إذ حصل على 17 مليون دولار مقابل مشاركته في “تحالف الخارقين”. يتذكر فليمينغ “حصل شون الكبير على مبلغ كبير لكنه لم يكن مهتماً كثيراً في صناعة الأفلام… أراد تمضية وقته في لعب الغولف”.

من المؤكد أن “تحالف الخارقين” كان يمتلك إمكانية تحقيق مكاسب مادية. كانت الأفلام المستندة إلى قصص مصورة هي الاتجاه الجديد المرغوب، ومن المفترض أن يكون المخرج نورنغتون رهاناً مضموناً. كان فيلمه “بلايد” الذي أخرجه أبرع أعمال سبقت أفلام عالم مارفل السينمائي، باستثناء أفلام “سبايدرمان” (رجل العنكبوت) Spider-Man التي أخرجها سام رايمي.

كذلك كان “تحالف الخارقين” إنتاجاً ضخماً، حيث كلف ما بين 75 و95 مليون دولار. الإنتاج الذي تم بشكل أساسي في براغ، تطلب إعادة إنشاء نسخة من البندقية – “طوبة طوبة” كما قال فليمينغ – ونيروبي وجلب المواشي والممثلين وكل اللوازم الأخرى جواً. ويضيف: “كان حجم هذا الفيلم… الشيء الذي طالما حلمت بصناعته”. لكن صاحب ذلك مشكلات كبيرة. يقول فليمينغ “كان هذا فيلماً من إنتاج شركة سينمائية كبيرة تحدث فيها تدخلات كثيرة وتلعب السياسية فيها دوراً كبيراً”.

بعد عشرين عاماً، ليس “تحالف الخارقين” بدرجة سوء سمعته: إنه ليس بذلك السوء، وبالتأكيد ليس أسوأ (وإن لم يكن أفضل) من عديد من الأفلام المرتكزة على الصورة المنشأة حاسوبياً المنتجة في تلك الفترة.

إنه يتنقل من خلال حوارات مبتذلة وكليشيهات، ويبدو متسرعاً دائماً للوصول إلى الموقف المفاجئ التالي، لكنه يمتلك غريزة جيدة في توظيف المؤثرات العملية بفضل خلفية نورنغتون في العمل في المؤثرات الخاصة وفريقه القوي. يقول فليمينغ “لم يكن هناك افتقار للمواهب في أي جانب من جوانب هذا الفيلم… كانوا يدفعون أفضل الأجور – كان الجميع يتمتعون بأفضل المواهب”.

أكثر الإبداعات إثارة للإعجاب في الفيلم هي شخصية السيد هايد الذي جسده فليمينغ – حيث كانت الشخصية ترتدي بدلة مستعارة تغطي الجسم بكامله يتجاوز وزنها 20 كغ مصنوعة من ثماني قطع رئيسة وستة ألاف جزء ويدين آليتين. كان ارتداء فليمينغ البدلة يستغرق سبع ساعات. يتذكر ارتداء العدة اللازمة لشخصية هايد لأول مرة بينما كان محاطاً بالمنتجين. يقول: “كانوا جميعاً ينظرون إلي ويقولون ’هذا رائع! لدي سؤال واحد، ’كيف أذهب إلى المرحاض؟‘ تبادل الجميع النظرات وقالوا ’لم نفكر في ذلك…‘”.

التحول بين شخصيتي هايد جيكيل هو أفضل محطات الفيلم – كان وحشاً مرتبكاً يترجرج – ويتماشى تماماً مع الروح التي كان ينبغي أن يتمتع بها الفيلم: فيلم رعب من الطراز القديم يقفز من ظلامية وبؤس العصر الفيكتوري.

على كل حال، واجه الإنتاج مشكلة كبيرة تجاوزت السياسة والخلافات، هي الطقس. بعد أسابيع من هطول مطري غزير في جميع أنحاء أوروبا في صيف عام 2002، عانت براغ من أسوأ فيضانات شهدتها منذ قرن. دمرت الفيضانات تجهيزات بقيمة سبعة ملايين دولار. فر كونري من فندقه وسط الفوضى وتمكن فقط من إنقاذ مضارب الغولف الخاصة به. يقول تاونسند “من المفارقات الساخرة أن موقع تصوير الغواصة الخاص بنا كان مغموراً بحوالى أربعة أمتار من الماء”.

يضيف فليمينغ “فقدنا كل تجهيزاتنا، فقدنا كل شيء… كان هذا عبئاً كبيراً من الناحية المالية. اضطررنا إلى ترك كل شيء والذهاب إلى مالطا – لقضاء وقت طويل جداً على أجزاء لم يكن من المقرر تصويرها بعد – بينما يعاد بناء موقع التصوير في براغ”.

يقول تاونسند “عندما عدنا كان الأمر أشبه بإنتاج عمل آخر… لم يعرف أحد ما كان يحدث، لم يكن هناك تاريخ لانتهاء التصوير. كان الأمر أشبه بصناعة فيلمين”.

أما بالنسبة إلى الصراع المزعوم بين النجم والمخرج، فقد وصف كونري المشاحنة لصحيفة “ذا سكوتسمان” The Scotsman بينما كان الفيلم لا يزال قيد الإنتاج، قائلاً “كانت هناك خلافات في الرأي حول كل شيء تقريباً… اختلافات مهنية، واختلافات شخصية، وكل ما يخطر ببالك. لكن فلسفتي كانت أن أصور الفيلم وأتحدث عن الصواب والخطأ في ما بعد. بصدق، أريد فقط إكمال الفيلم. هذا كل ما أريده الآن”.

إذاً، ما المشكلة؟ مسألة احترام، ربما، بين رجل من جيل سابق يحب تنفيذ الأشياء بطريقة معينة وبين شاب متحمس؟ يتذكر تاونسند أن نورنغتون كان “متمرداً تاماً” و”يمتلك عقلية ’تباً لك يا هوليوود‘ بالكامل. لكنه مخرج رائع”.

يقول فليمينغ “أعتقد أن سليقة شون الكبير كانت صحيحة وتستحق الإصغاء إليها… على الجانب الآخر، أعتقد أن نورنغتون كان مبتكراً حقاً ويمتلك شخصية ضخمة حقاً. إنه مخرج ولديه رأي. وكان من المهم الاستماع إلى رؤيته للعمل أيضاً. لا أعتقد أنه جرى الاستماع كفاية إلى أي منهما، لم يسمعا بعضهما ولم تسمعهما الشركة المنتجة”.

بحسب ما تردد، أشرف نورنغتون على عمليات مونتاج جزء صغير فقط من الفيلم. ومع ذلك، فقد علق كونري في مرحلة ما بعد الإنتاج، محاولاً إظهار الفيلم في أفضل شكل ممكن. عاد الفضل إلى القائم على المونتاج بول روبيل في الوصول إلى النسخة النهائية. كما تغيب نورنغتون عن العرض الافتتاحي في كازينو البندقية في لاس فيغاس. بدا كونري وكأنه على وشك الانفجار أثناء وصوله الكازينو في غندول. كما أنه وجه بعض الانتقادات إلى المخرج. عندما سئل عن مكان نورنغتون، أجاب كونري ساخراً: “هل سألتم في المصح العقلي المحلي؟”. وبعد أسئلة متكررة حول نورنغتون، قال كونري: “اسألوني عن شخص أحبه، هل هذا ممكن؟… كان من دواعي سروري العمل مع جميع من في الفيلم. إلا هو”.

بالتأكيد، استمتع الفريق بالعمل مع كونري. يقول فليمينغ: “لم يكن من الممكن أن يكون شون الكبير أكثر روعة … يعيش الشيطان في داخله وهناك بريق في عينيه”. استمتع تاونسند بالتجربة لكنه يتذكر رد فعله على الفيلم أثناء العرض الأول: “قلت لنفسي ’يا إلهي، هل استحق ذلك ستة أشهر من حياتي حقاً؟‘”

بالمثل، لم يكن النقاد متأكدين. كتبت صحيفة “غارديان”، “إنه سخيف جداً لدرجة أنه ينبغي عليك أن تحبه – نوعاً ما … لكن بمجرد أن تتلاشى الحداثة، تجد نفسك أمام حلوى تحتوي على كثير من البيض وتفتقر إلى النكهة الحقيقية”. 

ووصفته “اندبندنت” بأنه “فيلم يجب تجنبه… سخيف وأحمق وعادي للغاية”.

كان أداء “تحالف الخارقين” في شباك التذاكر قوياً في نهاية الأسبوع الأول من إطلاقه وحقق في نهاية المطاف 179.3 مليون دولار – وهو أمر ليس كارثياً. وغني عن القول، أن جزء التتمة الذي أوحى به المشهد الأخير في الفيلم، لم يصنع أبداً. يقول فليمينغ: “لم يكن شون الكبير مستعداً لذلك”.

لكن هل جعل الفيلم كونري يعتزل التمثيل حقاً؟ يقول تاونسند “لا أعتقد أن هذا صحيح… كان شغفه قد خبا بالتأكيد في تلك المرحلة. كان ذلك وقت الاستمتاع بالمال”. على كل حال، الصحيح هو أن نورنغتون لم يخرج فيلماً روائياً بعد ذلك.

ربما تكمن مشكلة “تحالف الخارقين” في سطحيته وافتقاره للمضمون كما يبدو متطفلاً على أحدث اتجاه في صناعة الأفلام ذات النمط المألوف.

ويقول فليمينغ “أنت لا تشعر بارتباط عاطفي مع كل الأفلام التي لا تنجح… أعتقد أن هذه كانت مشكلة ’تحالف الخارقين‘”.