نوف الموسى (دبي)
أبعاد العلاقة الاجتماعية بين فضاءات الصالونات الأدبية في دولة الإمارات، وأثرها في تفعيل الأدوار الجوهرية للبنى الثقافية لمفهوم القراءة، كانت أهم المحاور النقاشية لحوار «الاتحاد» مع داليا أبو العطا، مؤسِسة «ملتقى الراويات»، الذي انطلق في العام 2009، في مدينة دبي، بمجموعة صديقات جمعهن حُب القراءة، حيث أوضحت، أن المجموعات القرائية مؤشر حضاري في المجتمعات، داعية إلى بحث إمكانية تأسيس اتحاد للأندية القرائية، كونها ستدعم استمرارية وتطوير الحراك الثقافي لمضامين الصالونات الأدبية وأنشطتها المجتمعية.
قالت أبوالعطا: «نحن على علاقة وثيقة بمجموعات قرائية عدة، وجميعها ساهمت في إثراء تجربة ملتقى الراويات، من خلال 3 مسارات مهمة أولها: توفير بيئة لقاء مهيئة للنقاشات الأدبية للمجموعة، وهي إحدى التحديات اللوجستية، وثانيها: دعوة المشاركة النقاشية في الصالونات الأدبية، وتقديم نسخ لمجموعة من أهم الكتب الأدبية والفكرية للمشاركين، وثالثها: الاستفادة من التعاونات الثقافية المُلهمة لوضع البرامج والأنشطة، التي تطور التجربة، متجنبةً التكرار والنمطية، إلى أساليب إبداعية في الطرح والتناول.
وأوضحت أبو العطا، السبب الفعلي لإطلاق اسم «الراويات» على المجموعة القرائية، وهو أنه عند انطلاقها، قبل نحو 11 عاما، كان الإقبال ضعيف، فسعين إلى إبداع طريقة، لجذب التفاعل مع المجموعة، واخترن أن يكن رواة، يقرأن الروايات، ثم توسعت الخيارات إلى مجموعة أكبر من كتب الاجتماع والتاريخ. وأضافت أن المجموعة القرائية استلهمت من المشاركين، مسارات جديدة لتطوير فعل القراءة، الذي يتجاوز فكرة أنهن مجموعة تقرأ الكتب وتناقشها فقط، حيث تمت إضافة رحلات ميدانية إلى معالم سياحية ثقافية، بين إمارات الدولة، إلى جانب مناقشة الأفلام السينمائية، واستضافة نقاد وصناع أفلام يدفعونهم لاكتشاف كيفية صناعة الفيلم وتحدياته وأثره في المشهدية البصرية.
تجربة إنسانية
ذكرت داليا أبو العطا، مؤسِسة «ملتقى الراويات»، أن الملتقى محاكاة معرفية لأثر القراءة على التجربة الإنسانية، فلم تكتف المجموعة بالقراءة والمناقشة، بل عزمت على معايشة وتجربة الفكرة وملاحظة أثرها وتبعاتها على الأشخاص وأسرهم ومحيطهم. وتعتبر أن الصالون الأدبي، مؤشر تقدمي في المجتمعات الحضارية، ورغم الإمكانات البسيطة والحجم الصغيرة لهذه المجموعات، إلا أنها تسهم في تعزيز التعاضد الاجتماعي، وتطوير الحراك الثقافي.
نشاط استثنائي
من بين الأنشطة الاستثنائية لملتقى الراويات، بحسب داليا أبو العطا، مؤسسته، مبادرة «القراءة المستدامة» التي استوحاها الملتقى، من معرض «إكسبو دبي 2020»، وهنا إشارة إلى دور الصالونات الأدبية، في دعم التوجهات العامة لدولة الإمارات، فيما يتعلق بالتنمية المستدامة، موضحة أنهم استضافوا متخصصة في العلوم والكيمياء، قدمت أفكاراً وتفاصيل لمعنى «الاستدامة» في التجربة الحياتية اليومية.
التعليقات