التخطي إلى المحتوى

أبوظبي في 27 أغسطس / وام /بعد مرحلة التمكين بدأت المرأة
الإماراتية في ظل توجيهات القيادة الرشيدة حقبة جديدة من مسيرتها،
عنوانها تعزيز الحضور والدور في مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها دولة
الإمارات العربية المتحدة في مختلف المجالات، وفي مقدمتها قطاع الطاقة
النووية السلمية.

فمنذ انطلاقة البرنامج النووي السلمي الإماراتي كانت توجيهات صاحب
السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” بأن يتصدر
أولويات البرنامج إعداد الكفاءات الإماراتية القادرة على تطوير محطات
براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي وفق
المتطلبات الرقابية المحلية وأعلى المعايير العالمية، إلى جانب استدامة
قطاع الطاقة النووية الذي يقوم بدور استراتيجي في مسيرة الانتقال لمصادر
الطاقة الصديقة للبيئة وتسريع خفض البصمة الكربونية لهذا القطاع وصولاً
إلى تحقيق أهداف مبادرة الدولة الاستراتيجية للحياد المناخي بحلول عام
2050.

و في هذا الإطار، أولت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركات
التابعة لها؛ شركة نواة للطاقة، وشركة براكة الأولى، أهمية استثنائية
لتطوير الكادر النسائي الإماراتي في هذا القطاع العلمي والتقني المتقدم
والجديد، وهو ما نتج عنه تولي الكفاءات النسائية الإماراتية أدوارا مهمة
وفي مختلف التخصصات في قطاع الطاقة النووية، بينما تجاوزت نسبة النساء
في المؤسسة وشركاتها حاجز الـ20% وهي من أعلى النسب في العالم.

بدرية المرزوقي، مهندس أول إدارة النفايات المشعة في مؤسسة الإمارات
للطاقة النووية، من بين المئات من الكفاءات النسائية الإماراتية اللواتي
ساهمن في مسيرة تطوير محطات براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة
الظفرة بإمارة أبوظبي، واللواتي كان لهن دور مهم في مختلف التخصصات في
هذا القطاع العلمي والتكنولوجي المتقدم.

وقالت بدرية: “إلى جانب الشعور بالفخر كوننا أنا وزميلاتي شاركنا
بفعالية في تطوير أولى محطات الطاقة النووية في دولة الإمارات العربية
المتحدة والعالم العربي، تتركز أهمية ما أنجزناه في تأسيس نموذج ملهم
للفتيات الإماراتيات، لتشجيعهن على الاهتمام والتخصص بالمواضيع العلمية
وتعزيز الشعور لديهن بالثقة بأن المرأة الإماراتية قادرة على النجاح
والتميز في مختلف المجالات .. نعم بذلنا مجهوداً كبيراً لضمان تطبيق
أعلى معايير السلامة في محطات براكة، وسافرنا لمناطق مختلفة من العالم،
وهذا ما ضاعف إحساسنا بالإنجازات التي تحققت وولّد لدينا طاقة إضافية
لمواصلة العمل بجد أكثر من أجل المساهمة في مسيرة الانتقال إلى مصادر
الطاقة الصديقة للبيئة وتسريع خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة في
الدولة”.

و شاطرتها الرأي زميلتها أمل النعيمي مدير عملية التحسين المستمر في
شركة نواة للطاقة التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، والمسؤولة عن
تشغيل وصيانة محطات براكة والتي ترى أن “المؤشرات الحالية تفيد بأن
الكفاءات النسائية الإماراتية استثمرت الفرص والإمكانيات وبرامج التأهيل
والتمكين التي وفرتها دولة الإمارات لهن و بتنا نرى العديد من هذه
الكفاءات تتولى أدواراً مهمة في مختلف القطاعات ومواقع صنع القرار”.

وأضافت أمل: “الكفاءات النسائية الإماراتية تتميز بالمثابرة والإرادة
القوية، وهو ما شكل أساس نجاحها سواء في المسار الأكاديمي أو العملي،
حيث أثبتت المرأة الإماراتية جدارتها في قطاع الطاقة النووية الذي يتطلب
مستوى علمياً متقدماً وكان حتى وقت ليس بالبعيد حكراً على الرجال، وهو
ما برز أكثر من خلال تأسيس فرع للمنظمة الدولية /المرأة في الطاقة
النووية/ في أبوظبي دليلا على الأهمية الاستراتيجية لمحطات براكة ودورها
كدعامة رئيسية للتنمية المستدامة في الدولة”.

وترى شمسة الزعابي، مهندس تحليل السلامة في مؤسسة الإمارات للطاقة
النووية، من جهتها أن الكفاءات النسائية الإماراتية انتقلت من مرحلة
التمكين إلى مرحلة التميز في مختلف القطاعات والمجالات، وحققت إنجازات
مهمة كرست حضورها القوي في مسيرة التنمية في الدولة.

وأضافت شمسة: “يبرز أكثر دور الكفاءات الإماراتية في محطات براكة،
كونها تساهم بشكل أساسي في تحقيق أهداف مبادرة الدولة الاستراتيجية
للحياد المناخي 2050، ولا سيما أن محطات براكة تعتبر من أكبر المساهمين
في خفض البصمة الكربونية بين مختلف القطاعات في الدولة، وهو ما يجعل
المساهمة في هذا المشروع مصدر فخر كبيرا للجميع”.

أما شيخة الشامسي، مهندس مفاعل أول في شركة نواة للطاقة التابعة
لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، والتي يتطلب عملها مستوى متقدمًا من
التحصيل العلمي والتدريب العملي المتخصص فقد أكدت أن مؤسسة الإمارات
للطاقة النووية وذراعها التشغيلية شركة نواة للطاقة وفرتا كافة
الإمكانيات والفرص التي تحتاجها الكفاءات الإماراتية من منح دراسية
وبرامج تدريبية متطورة لكي تقوم بدورها في مسيرة تطوير المحطات على أكمل
وجه”.

وأضافت شيخة: “مع هذه الإمكانيات الكبيرة وما لدينا من كفاءات بشرية
وتكنولوجيا أصبح طريقنا ممهدا للتميز في مجالات جديدة مثل الابتكار
والإبداع والدراسات والبحوث، والقيام بدور أساسي في خطط المؤسسة الرامية
لاستكشاف فرص تطوير تقنيات جديدة للطاقة الصديقة للبيئة مثل نماذج
المفاعلات المصغرة والهيدروجين الخالي من الانبعاثات الكربونية”.

وام/عاصم الخولي

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *