التخطي إلى المحتوى

خولة علي (دبي) 

رغبة عائشة النقبي  في تجديد وإصلاح كل ما تراه حولها، دفعها إلى تعلم حرفة السمكرة والعمل على إعادة هيكل المركبة إلى سابق عهده، بتصليح اعوجاجه وتلحيمه بالمعدن وطلائه مجدداً حتى يظهر بحلة جديدة، وبالرغم من ارتباط هذه الحرفة بفئة الشباب، كما هو متعارف عليه اجتماعياً، إلا أن ذلك لم يمنع النقبي من رغبتها في تعلم هذه الحرفة وممارستها، لتثبت أن مجال المهن الصناعية يمكن أن تشارك فيه المرأة وتثبت فيه جدارتها. 

شغف مستمر 
رغم أنها طالبة تمريض إلا أن مجال السمكرة كان بالنسبة لها البوابة التي قادتها للمهن الصناعية. تقول عائشة النقبي «تَولد لديّ شغف بهذه الحرفة نظراً لعلاقتي الوثيقة بالحرفة اليدوية، فكل شيء أقوم به بنفسي، ودائماً أبحث عما يضيف إلى مهاراتي وخبراتي، حتى احترفت مجال التوصيلات الكهربائية بخبرة تصل إلى خمس سنوات، واقتحمت أيضاً مجال برمجة الروبوتات، وكنت سفيرة من سفراء الابتكار في الولايات المتحدة عام 2019، كما حصلت على جائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي لطاقات الشباب 2021، كما أني متطوعة وممثلة مسرحية وكاتبة، وصانعة محتوى معتمدة من قبل المؤسسة الاتحادية للشباب، وكل هذه المهارات التي أمتلكها لم تثنيني عن رغبتي في مواصلة التعلم وولوجي لعالم الصناعة الحرفية». 

  • عائشة تمارس مهنتها بحب وصبر
    عائشة تمارس مهنتها بحب وصبر

نقلة نوعية 
وتؤكد النقبي، قائلة: لديّ رغبة مستمرة في التعلم وتطوير مهاراتي، وأعتبر مجال السمكرة نقلة نوعية مغايرة تماماً عن اهتماماتي، وخطوة تمثل التحدي والرغبة في إثبات الذات، حيث تغيرت الصورة النمطية السائدة في المجتمع عن كون حرفة السمكرة تقتصر فقط على الشباب، ولا يمكن للمرأة أن تقتحمها، لكن النقبي استطاعت كسر هذه الحواجز وأثبتت وجودها وعطاءها في مجالات وتخصصات عدة. 
وتعبر النقبي عن سعادتها في ممارسة حرفة السمكرة التي تعلمتها في مركز لوتاه التقني على يد خبراء متخصصين في هذا المجال، الأمر الذي جعلها أكثر قوة ومهارة في التعامل مع مشاكل هياكل المركبات البسيطة، كالضربات الخفيفة إلى الاعوجاج القوي على سطح الهيكل، فهي بكل خفة مهارة تعيدها جديدة لتظهر المركبة بكامل أناقتها وجاذبيتها.

ورشة للسمكرة
ترى عائشة النقبي، أن أي عمل مهني يتطلب الكثير من الممارسة والجهد المستمر، والاستفادة من خبرات الآخرين، حتى يستطيع الفرد أن يفتح مشروعاً ويكون ملماً بتفاصيله الدقيقة، موضحة أن العمل الصناعي لابد وأن يقوم على أكتاف شباب وفتيات الإمارات، دون الاعتماد كلياً على العمالة الوافدة.
وتتطلع النقبي إلى افتتاح ورشة للسمكرة، تحت إدارة كاملة من جانب الشباب الإماراتي، رغبة في تحفيزهم ودفعهم قدماً نحو الأعمال المهنية الصناعية التي يجب أن تحظى باهتمام كلا الجنسين، حتى يتواجدوا دوماً في سوق العمل الصناعي.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *