التخطي إلى المحتوى

فاطمة عطفة (أبوظبي)

المتاحف الخاصة في دولة الإمارات جانب مهم من التراث والثروة الثقافية التي رافقت بناء الدولة، فهناك متاحف رسمية تعود لمؤسسات ثقافية، وهناك متاحف خاصة قام بجمعها أفراد هواة ومُحبون لتخليد الماضي، حيث جمع كل هاوٍ متحفاً خاصاً في بيته أو في فضائه الثقافي الخاص.
 وضمن هذا المسعى جاء اهتمام الكاتب محمد الحبسي، فنشر كتاباً بعنوان: «المتاحف الخاصة في دولة الإمارات» صادراً عن نادي تراث الإمارات. ولنتعرف أكثر على هذه الثروة المتحفية والمؤثرات التي اكتسبها الحبسي من زيارة المتاحف ومشاهدة مقتنياتها والتعرف على أهميتها وما تضيف للثروة الثقافية والتراثية إلى جانب بقية متاحف الدولة، وما هي الدوافع التي حفزته لإصدار كتاب عنها، قال الحبسي: جاء الاهتمام من البيئة التي عشت وأعيش فيها. فهناك أشخاص، أقام بعضهم متحفاً في بيته أو في مزرعته، وهناك من قبيلة الحبوس والشحوح من أقاموا بعض المتاحف في الجبال، ومن خصص غرفة في بيته وجمع فيها مقتنيات قديمة، ولذلك فقد أثر فيّ الوسط الثقافي العام من حولي وجعلني أبحث في هذه المتاحف وأطلع على الثروة التاريخية الموجودة فيها، وأتأمل كيف نجح هؤلاء وقاموا بجمع هذه المقتنيات المتميزة.
وأشار الشاعر والكاتب محمد الحبسي إلى أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه»، هو أول من وجه بالحفاظ على التراث وتثمين الموروث وصون ما خلفه لنا الآباء والأجداد، فحب أصحاب هذه المتاحف للقائد المؤسس وحبهم لتراثهم وتقاليدهم جعلهم يجمعون هذه المقتنيات في متاحفهم الخاصة، مبيناً: منهم جامعون هواة، ومنهم من ارتقى بعد مرحلة الجمع وأصبح صاحب متحف بحيث حقق بعض معايير المتاحف، وخاصة الشباب المتعلمين منهم، بينما بعض الكبار في السن هم جامعون هواة فحسب، لأنه ليس عندهم أسلوب عرض أو معرفة بالتخزين ولا تعريف وافٍ للمقتنيات الموجودة عندهم وطريقة المحافظة اللوجستية على المقتنى، من حيث الإضاءة وجو المخازن وخاصة أن بعض القطع قد تتعرض للرطوبة. ولذلك فبعض الهواة قد يجمعون مقتنيات ثمينة ولكنها قد تتلف بسبب الرطوبة والحر.

متاحف متنوعة
وأضاف الحبسي أن المتاحف الخاصة ليس المقصود بها جمع اللقى الأثرية فقط، بل قد يكون هناك متحف فني، أو متحف لعملات قديمة محلية أو غير محلية، وهناك متحف للطوابع، أو المجوهرات، والسيارات الكلاسيكية القديمة والكتب والمجلات التي كتبت عن هذه السيارات. وهناك متحف عن النباتات والمأكولات في فترة الأربعينيات والخمسينيات يضم الجبن القديم والبُرّ وكيف يزرع ثم يطحن، إضافة إلى قطع الملح في ذلك الزمن

دعم وإرشاد
وعن مشاهدات الحبسي لهذه المتاحف التي كتب عنها كتاباً، يقول: كنت أتابع الصحف التي تذكر بعض المتاحف وأحتفظ بها إلى أن يحين وقت أزور فيه تلك المتاحف وأعمل بحثاً مصغراً عنها. وفي بعض تلك الزيارات وقفت على جوانب من حب أصحاب المتاحف لمقتنياتهم وترحيبهم بالزائر وطريقة شرح المعلومات عن القطع الموجودة بالمتحف وحاجتهم لدعم المؤسسات الثقافية والتعليمية في ترميم المقتنيات التي بحوزتهم، وإرشادهم حول سبل صيانتها وتنويرهم بإقامة مخازن خاصة لحفظ ومعالجة هذه المقتنيات وكيف يتم توثيقها وأسلوب عرضها. والحال أن بعض أصحاب المتاحف من الشباب خاصة قادرون على أن يعملوا مواقع للقطع التي يمتلكونها ويسوقونها في وسائل التواصل الاجتماعي من خلال جلسات افتراضية، ولكن: هل أسلوب التخزين والتجميع صحيح عند بعض هؤلاء الشباب؟ والأهم من هذا: هل المقتنيات التي بحوزتهم هي أصلية فعلاً؟ لأني شاهدت في زيارتي للمتاحف عدداً من المخطوطات يقال إنها من 900 سنة، فهل هذا أكيد أم أن فيه مبالغة أو حتى تزويراً لبعض هذه القطع وبالتالي يتعين التأكد من صحة تلك الادعاءات من قبل خبراء؟

تنوع وثراء
وأكد الحبسي على أهمية بعض المقتنيات الصحراوية والجبلية والبحرية التي اطلع عليها، وهناك أيضاً من يهتم بمقتنيات من التراث التاريخي الإسلامي. 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *