التخطي إلى المحتوى

تعلن شركات متخصصة دوريًا عن قوائم تضم أغنى رجال الأعمال أو أكبر الشركات في مصر، وتعد هذه القوائم بمثابة “ترموتر” للمكاسب أو الخسائر التي حققها الأثرياء خلال فترة زمنية بعينها، وخلف كل ثروة لبعض الأغنياء قصة نجاح في تأسيسها من الصفر حتى  الوصول إلى المليارات، ورحلة صعود مثيرة من بيزنس صغير إلى  كيانات اقتصادية ضخمة يعمل بها الآلاف.


 



رؤوف غبور

يحكي رؤوف غبور في مذكراته عن حلمه في تكوين ثروة قائلًا:”طوال حياتي ومنذ نعومة أظافري وأنا مهتم بتكوين ثروة، ربما تكون جينيات ورثتها عن عائلتي مع جينات أخرى أورثتني رغمًا عني أوجاعًا وأمراضًا”.


 


ويكشف “غبور”، عن رحلة تأسيس ثروته، :” خصصت لي أسرتي موازنة 15 قرشًا أسبوعيًا، ولكنني لم أفكر لحظة واحدة في طريقة صرف هذه الفلوس، ولكن كل تفكيري تركز حينها في كيف استثمر هذه النقود، وذهبت إلى محل حلويات شرقية في ميدان روكسي اسمه (عمر الخيام) دخلت المحل، ووجدتهم يبيعون صينية البسبوسة بستين قرشًا، واستفلت 15 قرشًا آخرين من شغالة (فاطمة) التي تعمل في بيتنا مقابل أن أعيدها لها بفائدة نهاية الأسبوع 20 قرشًا، مبدأ الاقتراض والسداد بفائدة كان موجودًا عندي حتى وأنا طفل، وبعدما اشتريت نصف الصينية وقمت بتقطيعها إلى 12 قطعة ذهبت على الفور إلى نادي هليوبوليس وقصدت حديقة الأطفال، وأحضرت ترابيزة ووضعت قطعة البسبوسة فوقها ونجحت في بيع نصف الصينية في خمس دقائق، وكان ثمن ما بعته 60 قرشًا”.


 


ويتابع :”ذهبت على الفور إلى محل الحلواني واشتريت صينية كاملة، واستمرت رحلاتي من النادي للمحل طوال الأسبوع مثل المكوك، وسددت لفاطمة دينها بالفوائد ونجحت في ادخار 5 جنيهات كاملة، ورفضت من الأسبوع التالي الحصول على مصروف من أمي وابتدءً من هذا التاريخ، لم أعد أحصل على أي مصروف”.


 


واستكمل :”تاجرت في أشياء عديدة خلال سنوات الطفولة والمراهقة لم استمر طويلًا في تجارة البسبوسة، ولم تعطلني الدراسة عن عمليات التجارة الصغيرة التي كنت أقوم بها”.


 


وواصل رؤوف غبور رحلة التجارة حتى أصبح المساهم الرئيسي بشركة جي بي أوتو، وهي شركة رائدة في قطاع السيارات بأسواق الشرق الأوسط كما تقدم خدمات التمويل غير المصرفي بالسوق المصري.


 



محمود العربي

«بدا لى مشوار حياتى فى كثير من الأحيان كطريق مليئا بالضباب تعتريه العقبات والحواجز، وتحيط به الأخطار.. لولا أن الله تعالى قد أنار لى جوانب عديدة من ذلك الطريق، ما استطعنا أن نستنهض الهمة من داخلنا، ومن داخل كل من شاركنا طريقنا الطويل، لنصنع معا ذلك الصرح الذى أقمناه».. هذا الجزء من مقدمة كتاب «سر حياتى» الذى يروى السيرة الذاتية لرجل الأعمال إبراهيم العربى يلخص أسرار توليفة نجاحه وهى الإيمان بالله وحب العمل الجماعى.


 


محمود العربى أو كما يناديه المقربون منه الحاج محمود، هو النموذج المثالى لرحلة الرجل العصامى الذى بدأ من الصفر ببيع لعب الأطفال لأقرانه بقرية أبو رقبة، بمركز أشمون فى محافظة المنوفية حتى تجاوزت مبيعات مجموعته حالياً أكثر من 10 مليارات جنيه سنوياً، وداخل هذه الرحلة تفاصيل مثيرة تكشف عن موهبة فطرية له فى التجارة.


 


ويحكى العربى، خلال لقاء جمعه بمجلس إدارة جمعية رجال الأعمال المصريين قائلا: كنت بوفر مبلغ 30 أو 40 قرشاً سنوياً أعطيها لأخى لكى يأتى لى ببضاعة من القاهرة قبل عيد الفطر، وكانت هذه البضاعة عبارة عن لعب أطفال وبالونات، وكنت أفترشها على المصطبة أمام منزلنا لأبيعها لأقرانى وأكسب فيها حوالى 15 قرشا، وبعد ذلك أعطى كل ما جمعته لأخى ليأتى لى ببضاعة مشابهة فى عيد الأضحى، وبقيت على هذا المنوال حتى بلغت العاشرة».


 


ويضيف: «بدأت فعليا العمل بعدما اقترح أخى الأكبر على والدى أن أسافر إلى القاهرة للعمل بمصنع روائح وعطور، وكان ذلك فى عام 1942، وعملت به لمدة شهر واحد وتركته، لأنى لا أحب الأماكن المغلقة والعمل الروتينى، ثم انتقلت للعمل بإحدى المحلات بحى الحسين براتب 120 قرشا فى الشهر، واستمريت فى هذا المحل 7 سنوات حتى وصل راتبى إلى 320 قرشاً، ويتابع: رغم عرض صاحب المحل أن أستمر مع زيادة مرتبى، إلا أننى فضلت الانتقال للعمل فى «محل جملة» بدلا من المحل «القطاعى» لتنمية خبرتى بالتجارة، وكان أول راتب فى المحل الجديد 4 جنيهات وعمل فيه لمدة 15 عاما حتى وصل راتبه إلى 27 جنيها، وكان مبلغا كبيرا تمكن من دفع تكاليف الزواج.


 


واستطرد: وبعد فترة أداء الخدمة العسكرية، بدأ العربى التفكير للاستقلال بنفسه فى التجارة، لكن لم يكن لديه ما يبدأ به، ففكر هو وزميل له بنفس العمل، أن يتشاركا مع شخص ثرى، على أن تكون مساهمته هو وصاحبه بمجهودهما، بينما يساهم الطرف الثانى بأمواله، وكان رأس مال المشروع 5 آلاف جنيه، وهكذا أصبح لديه أول محل بمنطقة الموسكى بالقاهرة، والذى مازال محتفظا به حتى الآن.


 


 


ولأن محمود العربى، تاجر بالفطرة يعرف ما يريده السوق، حول تجارته من الأدوات المكتبية والمدرسية، بعدما قررت الحكومة فى الستينات صرف المستلزمات المدرسية للتلاميذ بالمجان، إلى تجارة الأجهزة الكهربية، وبدأ العربى فى منتصف السبعينيات مع انطلاق سياسة الانفتاح الاقتصادى، التفكير فى الحصول على توكيل لإحدى الشركات العالمية، وبالفعل زار العربى اليابان، منتصف السبعينيات، وطلب الحصول على توكيل من مصانع توشيبا العالمية.


 


ولم يكتف الحاج محمود بتوكيل توشيبا، ولكن نجح فى إقناع اليابانيين فى إنشاء مصنع لتصنيع الأجهزة الكهربائية فى مصر على أن يكون المكون المحلى من الإنتاج 40% رفعت لاحقا إلى 60% ثم 65% حتى وصلت إلى 95%، ومع تطور الإنتاج أنشأ شركة توشيبا العربى عام 1978، على أرض زراعية يملكها على طريق القاهرة الإسكندرية الزراعى، قبل أن يتوسع بعد ذلك وينشأ عدة مصانع فى المنطقة الصناعية بقويسنا، وبنى سويف”


 



حسين صبور

تخيل أن المهندس الذى أشرف على بناء مدن العاشر من رمضان و6 أكتوبر والسادات والساحل الشمالى، والإشراف على أعمال كبرى المشروعات مثل مترو الأنفاق، كان أول مشروع قام به فى حياته هو بناء مقبرة مقابل 150 جنيها، وهو ما يثبت أنه فعلا شيخ المعماريين فى مصر حسين صبور.


 


ويقول حسين صبور، فى إحدى اللقاءات التليفزيونية، إن سر نجاحه هو العمل بجدية منذ بدأ مشواره وحتى الآن، ويرى صبور أن إنجازه الحقيقى هو بناء جمهورية من الزملاء المهندسين والأطقم المعاونة على درجة عالية من الكفاءة، وهم الكنز الحقيقى وراء ما حققه من إنجازات.


 


ويحكى صبور عن بداياته قائلاً: تخرجت من كلية الهندسة جامعة القاهرة عام 1957، وفى نفس العام أسس مع اثنين من زملائى مكتباً مشتركاً للأعمال الهندسية بمنطقة مصر الجديدة، أولهما توفيق نسيم، سليل إحدى العائلات المسيحية الثرية، والتى هاجرت إلى كندا بعد قوانين التأميم التى صدرت عام 1961م، أما الثانى فهو عفت منصور الذى سافر بعد فترة قصيرة فى بعثة للحصول على درجة الدكتوراه من الولايات المتحدة، وأصبح وحيداً فى المكتب.


 


ويضيف لم يكن العمل وحدى هى الأزمة الوحيدة، ولكن الظروف وقتها كانت أصعب إذ صدرت فى هذه الآونة قوانين تحديد إيجارات المساكن فتوقف القطاع الخاص عن البناء، مما أدى لتراجع شديد للغاية فى معدلات البناء، وهو ما دفعنى إلى التفكير نحو القطاع الصناعى بعد أن اتجهت الدولة لتأميم الصناعة، وتمكن من أن يتولى بناء مصانع وورش جديدة، وبعدما بدأت الحياة تزدهر وذاع صيته، واجه مشكلة جديدة وهى النكسة التى أدت إلى توقف المشروعات المدنية ليتخذ قراره فى السفر إلى ليبيا، التى حقق بها نجاحات ضخمة ساعده فى ذلك انفتاح ليبيا فى ذلك الوقت على أوروبا إلى اشتعال المنافسة على هذه السوق، مع أكبر المكاتب العالمية، ليتعلم صبور كيفية تقديم العروض والمنافسة على الجودة وليس السعر، فارتفع مستواه بدرجة كبيرة، وأصبح ذائع الصيت على كل المستويات.


 


وبعدما عاد إلى مصر مرة أخرى، أسند إلى صبور الإشراف على تخطيط العديد من المدن الجديدة التى تم بنائها خلال فترة الثمانينات مثل مدن العاشر من رمضان والسادس من أكتوبر والسادات، كما أشرف على تنفيذ خطين المترو الأول والثانى، ويعلق صبور على هذا الأمر قائلا: إنشاء كل تلك المشروعات المختلفة لم يكن صعباً، لأننا كنا نستعين بالخبرات التى تعلمنا منها.. والأهم أن يكون لديك جرأة ومثابرة وثقة فى النفس وأن تستعين بالخبرات فى تلك المجالات.


 



فريد خميس

لا ينافس أحد في مصر فريد خميس على لقب شيخ الصناعة، وقد يظل هذا اللقب دون وريث فترة طويلة ، حتى يأتي من يحقق إنجازات مثله، لأن تجربة الراحل في الصناعة بدأت من الصفر،  عندما رحل من مصر للكويت في أعقاب محاولته مع زميله تنفيذ عملية ضد العدوان الإسرائيلي، وقت حرب الاستنزاف ليتم تهريبه للخارج حتى لا يقبض عليه، وهناك في الكويت عمل بالتجارة ولكن قلبه تعلق بصوت الماكينات خاصة السجاد ، الذي كان يتم تصنيعه وقتها في إيطاليا ليتعرف الشاب الصغير وقتها على أسرار المهنة، ويقرر إنشاء أول مصانعه في بلده ويعود ليؤسس شركة النساجون الشرقيون للسجاد بمصنع صغير بالعاشر من رمضان تطور حتى أصبح أشهر علامة وطنية، وأصبح أكبر مصنع للسجاد الميكانيكي في العالم، كما امتلك مصنعين آخرين في الصين والولايات المتحدة، وتمتلك المجموعة شبكة مصانع عملاقة تشمل 31 منشأة صناعية تتوزع في مصر والصين والولايات المتحدة الأمريكية، وتستحوذ مصر على 95% من العمليات الانتاجية.


 


ولم يعشق “خميس” الصناعة عن طريق الهواية ، وكلنه أحب علوم الصناعة أيضا ، ولذا حصل على درجة الماجستبر في التكاليف الصناعية ودراسات في صناعة النسيج، كما واصل الدراسة حتى حصل عام  2008 على درجة الدكتوراه من جامعة لافبرا ببريطانيا.


 


وكان الراحل يؤمن بضرورة التكامل في الصناعة، فانشأ مصنعاً ضخماً لإنتاج البروبولين والبولي بوربويلين، المستخدم في صناعة السجاد، كما انشأ مصانع أخرى لتغطية الطلب على السجاد اليدوي وكذلك منتجات الألياف مثل موكيت ماك


 


عشق فريد خميس للصناعة، كان الدافع الأساسي وراء استثماره بالعقارات، حيث كان يرغب الراحل في بناء “فيلات” للمهندسين الأجانب الذي كان يستقدمهم من الخارج لإضافة أحدث التكنولوجيا لمصانعه- مثلما اعتاد- وبالفعل اسند الأمر إلى إحدى الشركات لإنشاء مجموعة من الفيلات القريبة من مصنعه بالعاشر من رمضان، وقد كانت وقتها صحراء بعيدة ولكنه لم يعجبه ما تم تنفيذه فهو دائماً يرغب في إنشاء أفضل المشروعات على مستوى عالمي، لذا قرر دخول المجال وبدأ بمشروعه الخاص حتى تطور في العمل بالقطاع العقاري، وشارك شيخ المهندسين العقاريين حسين صبور في شركة لإنشاء مشروعات سياحية وعقارية منها في مرسى علم، والعين السخنة، ومؤخراً أضاف نجله الوحيد محمد بعد توليه إدارتها تنفيذ مشروعات عقارية بالعاصمة الإدارية والقاهرة الجديدة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *