التخطي إلى المحتوى

لينا يونس

المركزية- في تطور لافت شكلا ومضمونا وأبعادا، حط وفد من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) امس في دمشق، في زيارة هي الأولى منذ قطع الحركة علاقتها مع نظام الرئيس بشار الأسد قبل 10 سنوات إثر اندلاع الثورة السورية. والتقى الوفد الأسد في حضور قيادات من فصائل فلسطينية أخرى كالجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية- القيادة العامة.

وفيما تأتي هذه العودة بعد إعلان قيادة الحركة الشهر الماضي رغبتها في استئناف العلاقات مع دمشق، في ضوء “التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة التي تحيط بقضيتنا وأمتنا”، قال خليل الحية، عضو المكتب السياسي لـ”حماس” خلال مؤتمر صحافي عقده في دمشق إن “لقاءنا مع الأسد يوم مجيد، ومنه تستأنف حماس حضورها في سوريا”، واضاف: محور المقاومة عصي على الانكسار، وروح المقاومة تتجدد اليوم على أرض سوريا التي نقول منها للاحتلال إننا سنُفشل كل مخططاته ومخططات الولايات المتحدة التي تستهدف القضية الفلسطينية. وتابع الحية بحسب وكالة أنباء النظام “سانا”: نطوي أي صفحة مؤثرة في الماضي وأي فعل فردي هو خاطئ لا تُقره قيادة الحركة ونحن متفقون لتجاوز الماضي والذهاب نحو المستقبل.

مصادر دبلوماسية تذكّر عبر “المركزية” ان في شباط 2012، أعلنت الحركة عن مغادرة قادتها دمشق، وأغلقت كافة مكاتبها، وأوقفت أنشطتها هناك رفضا لقمع النظام الثورة بالحديد والنار. وعلى مدى سنوات، اعتبر مسؤولون سوريون في تصريحاتهم مغادرة حماس “ضربة قاصمة” للعلاقة مع سوريا، وبعضهم وصفها بـ”الخيانة”.

اما اليوم، وبعد سلسلة لقاءات واتصالات جرت بين ايران وحماس، وبين حزب الله وحماس – وقد زارت وفودٌ من الحركة الامينَ العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في لبنان اكثر من مرة على مر الاشهر الماضية وفي توقيت يأتي عشية القمة العربية في الجزائر- فإن الحركة، وهي من الفصائل المدعومة من ايران والتي تدور في فلك الممانعين وفي صفوف الأذرع “المقاوِمة” في المنطقة، يبدو اقتنعت بـ”النصيحة” الايرانية بضرورة تجاوز الخلافات مع الاسد ورص صف أهل المحور، في هذه المرحلة الدقيقة اقليميا ودوليا، فقررت العودة الى الشام.

الوساطة الايرانية – “الحزب إلهية”، نجحت اذا، وتمكنت طهران من ترتيب بيتها الداخلي ومن مصالحة اثنين من القوى المحسوبة عليها. وبحسب المصادر، فإن هذه الخطوة تريدها الجمهورية الاسلامية الآن لانها تساعدها في مواجهة مفاوضيها العرب والخليجيين وايضا الغربيين، في فيينا وغير فيينا، ومخاطبتهم من موقع أقوى وأفضل، وتُعتبر ورقة جديدة ستضيفها ايران الى اوراقها التفاوضية في المرحلة المقبلة.

***

Scan the code