التخطي إلى المحتوى

يعمل الوسيط الأميركي ​آموس هوكشتاين​ راهنا على وضع اللمسات الأخيرة على العرض الذي يمكن أن يكون مقبولا من الطرفين ال​لبنان​ي والأسرائيلي في موضوع ​ترسيم الحدود​. فما هو هذا المقترح الأسرائيلي المطروح؟ ما مدى صحة ما يُحكى عن تقديم ال​اسرائيل​ي لتنازل عن منطقة داخل البحر مقابل آخر لبناني عن منطقة قريبة من الشاطئ؟ ما هي أهميته بالنسبة للأوّل وهل سيوافق عليه الجانب اللبناني؟ وما هي آخر المستجدات في هذا الملف؟.

تجزم مصادر مطلعة عن وجود طروحات من الآنفة الذكر مع عدم التأكيد لأيّ عرض حيال موقف اسرائيل أو لبنان عن الـ860 كلم2 والمطالب في البر، خصوصا النقاط القريبة من الشاطئ على الحدود البرية.

وتوضح المصادر، ان الأسرائيليين شرطهم للتنازل عن البر أخذ كل شيء في البحر او قد تحصل تسوية تسوية ما وقد تتضح الأمور خلال الأيّام القليلة المقبلة.

وتوضح المعلومات ان مطالبة تل أبيب بمنطقة قريبة من الشاطئ يُقصد منها إجراء تعديل هندسي دقيق على نقطة التحفّظ B1 بما يتناسب مع الأهداف الاسرائيلية، ويسمح بـ”دفش”نقطة “​رأس الناقورة​” لأمتارٍ ناحية الشمال ما يؤثّر بشكل بالغ على نقطة انطلاق الحدود البحريّة.

في هذا السياق، تعلق الخبيرة في سياسات ​النفط والغاز​ لوري هيتايان عبر “النشرة” أن الأسرائيلي يقول في هذه الحالة “فلتتخلّوا عنن نقطة الانطلاق لديه من الخط واحد ليعود فيعطينا كل شيء ربما ان الخط 23 لا ينطلق حتى من رأس الناقورة، وبالتالي هذه إشكالية ثانية يجب ان نتذكرها دائما انه ينطلق من البحر، اي أن الأسرائيليين ربطوا موضوع البر بالبحر.

وتلفت هيتايان الى ان المشكلة الأساس حين كان الحديث بالتقني وليس بالسياسة كما يحصل اليوم بما معناه أن التنازل من هنا ومن هناك غير مبني على أي قاعدة. اذ كانت الاشكالية الأساس هي انطلاقة الخط والحدود، فلبنان كان متمسكًا ب​الخط 29​ الذي ينطلق من رأس الناقورة، واسرائيل تريد نقطة انطلاق تفيدهم على البر لأن لديهم مشكلة B1والتلال، اي حدود لبنان البريّة الّتي تشكّل عليهم ما تراه تلب أبيب بخطرٍ أمنيٍّ. وفي هذا السياق تفكّر اسرائيل بترسيم الحدود وفق أهدافها الأمنيّة بالتزامن مع احتياجاتها الاقتصادية والمالية للنفط والغاز لانتزاع أي فتيل قد يشعل المنطقة مستقبلا بما يؤدي الى توتر.

في هذا السياق تشير مصادر الى “ان النظرة الاسرائيلية لموضوع ترسيم الحدود هي أمنية أكثر مما هي متعلقة بالموارد بينما نحن في لبنان بعد ان تخلينا عن الخط 29 تنظر الحكومة للموضوع انه موارد اكثر من اي أمر آخر، على سبيل المثال لا الحصر كالتطبيع وانه سيجعل المنطقة الحدودية أكثر هدوءًا.

وتنطلق ​الحكومة اللبنانية​ وغالبية المسؤولين فيها من أولوية الإستفادة، واذا كان لا بد من ترسيم الحدود فلتأتي كيفما كان ودائمًا حسب المصادر.

في الخلاصة، تختلف النظرة الاسرائيلية عن تلك اللبنانيّة لذلك تغيرت مطالب الاسرائيليين (من الممكن ان يتخلوا عن 860 كلم) اذا حصلوا من لبنان على موقع متقدم بعيدا عن حدود “بولي نيو كومب”، وهي الاتفاقية التي تحدد الحدود اللبنانية مع اسرائيل بمعنى ان الحدود البرية مرسّمة اساسا، ومعترف بها دوليا وينبغي تثبيتها، لكن الاسرائيلي يسعى لاقتطاع كيلومترات منها وهذا لن يقبل به مطلقا الجانب اللبناني.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *