التخطي إلى المحتوى

أحمد شعبان (القاهرة)

قالت الكاتبة والأديبة المصرية ثريا عبدالبديع، المتخصصة في أدب الأطفال، إن الكتابة للطفل صعبة وتحتاج إلى معرفة موسوعية شاملة ولغة سهلة تعتمد على المتعة والجاذبية، وتشتمل على قيم تربوية وفكرية مشوقة تُناسب عقول الأطفال.
وفسرت ثريا عبدالبديع وجهة نظرها، بأنه «حتى نُبدع في كتابة قصص الأطفال يجب أن يتسم الكاتب بسمات خاصة تشمل: البراءة والشغف والتفاؤل وحب الحياة، وتحتاج من الأديب التعايش مع صفات الأطفال من خيال وتأمل وصدق، بالإضافة إلى الموهبة في هذا الفن الذي يحتاج إلى ملكة خاصة».
وتقول الأديبة والكاتبة ثريا عبدالبديع خلال حوارها مع «الاتحاد»: أنفرد بنفسي عند كتابة القصة وأمنحها وجداني وعقلي وتفكيري ومشاعري وأحاسيسي، فالكتابة للطفل تختلف عن الكتابة الأدبية للكبار في حجم المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتقي في توصيل الرسالة.
وتسعى عبدالبديع في قصصها لإظهار الطفل الفاعل والمؤثر في أعمالها الأدبية، بحيث يكون محور الأحداث وبطل القصة، ويكون بطلاً إنسانياً من خلال مواقف إنسانية يقوم بها.
وعن أحدث إصداراتها الأدبية تقول عبدالبديع: «الفتاة البرتقالية» تحكي قصة طفلة صغيرة تمد يد المساعدة لشخصية مشهورة في الفن التشكيلي العريق، عندما استشعرت هذه الطفلة الحزن والكآبة في لوحاته الفنية، لأنه يعيش وحيداً بمفرده، فأرادت أن تُخرجه من هذه الحالة البائسة بإلقاء الورد على نافذته، ومع الوقت أخذ يلتقطها ويضعها في زهريته ليشعر ببعض الأمل بعد تواصلها ومودتها له، ثم أهداها بعض لوحاته الفنية البرتقالية التي يصور فيها الفتاة بأنها شمس تُنير لوحاته.
  
وعاء للقيم والعادات
وعن أهمية كتابة قصص الأطفال تقول عبدالبديع: «إن القصة وعاء للقيم والعادات والتقاليد الموروثة والأخلاق وثقافة الشعوب التي نسعى لتقديمها للأطفال»، مشيرةً إلى أن كل العصور استعملت القصة لاحتواء كل هذه القيم بهدف غرزها في نفوس الأطفال، وأخذ العبرة والقدوة والمعرفة، مثل كليلة ودمنة، وألف ليلة وليلة، والسيرة الشعبية.
وحول اهتمام الدول العربية بأدب الأطفال، أكدت الأديبة أن هناك نهضة كبيرة في الدول العربية ودول الخليج بكتب الأطفال التي تلقى اهتماماً كبيراً، لافتةً إلى أن دور النشر والمؤسسات الصانعة لكتب الأطفال تلقى أيضاً دعماً كبيراً من القيادات والحكومات العربية. 
وأشارت إلى اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بدعم كتب الأطفال بصورة كبيرة، منوهةً بأن هناك مُبادرات كثيرة لدعم الكُتاب والأدباء والمُبدعين في إمارة الشارقة. وثمنت الدور الكبير الذي يقوم به صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في دعم الثقافة والأدب والكتاب بشكل خاص، لافتةً إلى أنها أصدرت كتابين للأطفال في الشارقة خرجا بصورة جميلة ومُبهرة تؤكد مدى الاهتمام الكبير بالطباعة، وتُعطي دفعة حماسية للكتاب والأدباء. واعتبرت مجموعة «كلمات» التي ترعاها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسسة والرئيسة التنفيذية للمجموعة، ورئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، من دور النشر المُهتمة بأدب الأطفال، والتي تهتم أيضاً بنشر وإصدار الكتب القيمة وبأغلفة رائعة تتميز بلوحات فنية تشكيلية ذات قيمة كبيرة يفتخر الكتاب والجميع باقتنائها.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *