بعد عامين من انفجار مرفأ بيروت، في الرابع من أغسطس (آب) 2020، أنجز “بريتيش ميوزيوم” في لندن ترميم ثمانية أوانٍ زجاجية أثرية تهشمت آنذاك. وستعود الأواني إلى لبنان بعد عرضها في العاصمة البريطانية.
وكانت هذه القطع معروضة داخل خزانة في المتحف الأثري التابع للجامعة الأميركية في بيروت لدى حصول الانفجار في المرفأ الواقع على بعد نحو ثلاثة كيلومترات. وأدى عصف الانفجار إلى سقوط الخزانة.
ومن الأواني الزجاجية الـ74 التي كانت فيها، بقيت اثنتان فقط سليمتين. وتمكن الخبراء من ترميم 26 قطعة من بينها الأواني الثمانية المعروضة. ويأمل الخبراء في أن يتمكنوا قريباً من أن يرمموا على الأقل نصف القطع الست والأربعين المتبقية.
وبدأ التعاون على هذا المشروع بين “بريتيش ميوزيوم” والجامعة الأميركية في بيروت عام 2021.
واتسم العمل بصعوبة ودقة كبيرتين، إذ استلزم فرز كل قطع الزجاج الصغيرة لمعرفة إذا ما كانت تعود إلى الأواني المهشمة أو إلى واجهة الخزانة التي كانت معروضة فيها.
قصة صمود وتعاون
ووصف مدير المتحف البريطاني، هارتويغ فيشر، الأربعاء الـ24 من أغسطس، الأمر بأنه “قصة شبه دمار وترميم وصمود وتعاون”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوضحت أمينة المتحف البريطاني، دويغو شاموركو أوغلو، أن الفرز كان “يدوياً وبالعين المجردة”، وقارن خلاله الخبراء بين قطع الحطام الزجاجي والشكل الأصلي للأواني.
وبعد هذه المرحلة، بدأت إعادة تكوين الأواني بواسطة مادة لاصقة. وأشارت شاموركو أوغلو إلى أن الخبراء واجهوا أكبر قدر من الصعوبة في ترميم “الطبق الكبير والدورق البيزنطي”.
واتفق القيمون على ضرورة إعادة الأواني إلى شكلها الأصلي، لكنهم قرروا عدم إزالة التشققات والعيوب في القطع المرممة، لكي تكون شاهدة على مأساة الرابع من أغسطس التي أسفرت عن مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة تحو 6500 بجروح، ودمرت أحياء بأكملها.
وسيوضح المعرض في “بريتيش ميوزيوم” المراحل التي مرت بها القطع، من تدميرها حتى وضعها في خزائن العرض.
القيمة التاريخية
ورأت أمينة المتحف الأثري في الجامعة الأميركية في بيروت، نادين بانايوت، أن “ترميم هذه الأواني بصبر انطلاقاً من قطع صغيرة جداً أتاح التعرف على قيمتها التاريخية”، مشددة على أن ما وصفته بـ”عملية الشفاء” ألهمها “الأمل بمستقبل أفضل”.
وتكتسب هذه القطع التي تعود إلى العصرين البيزنطي والإسلامي أهمية كبيرة في التعريف بكيفية تطور تقنية نفخ الزجاج في لبنان والشرق الأوسط.
التعليقات